السبت، 8 أغسطس 2015

المرعى أخضر ولكن العنز مريضة



بسم الله الرحمن الرحيم
مقال جميل
بقلم الدكتورعائض القرني
  أكتب هذه المقالة من باريس في رحلة علاج الركبتين وأخشى أن أتهم بميلي إلى الغرب وأنا أكتب عنهم شهادة حق وإنصاف
ووالله إن غبار حذاء محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم ) أحب إلي من أمريكا وأوروبا مجتمعتين
ولكن الإعتراف بحسنات الآخرين منهج قرآني
يقول تعالى: ((ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة))
وقد أقمت في باريس أراجع الأطباء وأدخل المكتبات وأشاهد الناس وأنظر إلى تعاملهم فأجد رقة الحضارة، تهذيب الطباع، لطف المشاعر، حفاوة اللقاء، حسن التأدب مع الآخر، أصوات هادئة، حياة منظمة، التزام بالمواعيد، ترتيب في شؤون الحياة!

أما نحن العرب ؟؟؟

فقد سبقني ابن خلدون لوصفنا بالتوحش والغلظة، وأنا أفخر بأني عربي، لأن القرآن عربي والنبي عربي
ولولا أن الوحي هذب أتباعه لبقينا في مراتع هبل واللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى
ولكننا لم نزل نحن العرب من الجفاء والقسوة بقدر ابتعادنا عن الشرع المطهر
نحن مجتمع غلظة وفظاظة إلا من رحم الله !

فبعض المشايخ وطلبة العلم وأنا منهم جفاة في الخلق، وتصحر في النفوس، حتى إن بعض العلماء إذا سألته اكفهر وعبس وبسر !
الجندي يمارس عمله بقسوة ويختال ببدلته على الناس !
ومن الأزواج زوج شجاع مهيب وأسد هصور على زوجته وخارج البيت نعامة فتخاء!
ومن الزوجات زوجة عقرب تلدغ وحية تسعى !
من المسؤولين من يحمل على الناس عنده خيلاء وتكبر إذا سلم على الناس يرى أن الجميل له، وإذا جلس معهم أدى ذلك تفضلاً وتكرماً منه
الشرطي صاحب عبارات مؤذية !
الأستاذ جاف مع طلابه!

فنحن بحاجة لمعهد لتدريب الناس على حسن الخلق !
وبحاجة لمؤسسة لتخريج مسؤولين يحملون الرقة والرحمة والتواضع !
وبحاجة لمركز لتدريس العسكر اللباقة مع الناس !
وبحاجة لكلية لتعليم الأزواج والزوجات فن الحياة الزوجية !

المجتمع عندنا يحتاج إلى تطبيق صارم وصادق للشريعة لنخرج من القسوة والجفاء الذي ظهر على وجوهنا وتعاملنا !
في البلاد العربية يلقاك غالب العرب بوجوه عليها غبرة ترهقها قترة، من حزن وكبر وطفش وزهق ونزق وقلق
ضقنا بأنفسنا وبالناس وبالحياة !
لذلك تجد غالب سياراتنا عصي وهراوات لوقت الحاجة وساعة المنازلة والإختلاف مع الآخرين
وهذا الحكم وافقني عليه من رافقني من الدعاة
وكلما قلت: ما السبب؟

قالوا: الحضارة ترقق الطباع !

نسأل الرجل الفرنسي عن الطريق ونحن في سيارتنا فيوقف سيارته ويخرج الخارطة وينزل من سيارته ويصف لك الطريق وأنت جالس في سيارتك !
نمشي في الشارع والأمطار تهطل علينا فيرفع أحد المارة مظلته على رؤوسنا!
نزدحم عند دخول الفندق أو المستشفى فيؤثرونك مع كلمة التأسف
أجد كثيرا من ألأحاديث النبوية تطبق هنا، احترام متبادل، عبارات راقية أساليب حضارية في التعام

 بينما نجد أبناء يعرب إذا غضبوا لعنوا وشتموا وأقذعوا وأفحشوا
أين منهج القرآن

( وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن)
 
وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما
فاصفح الصفح الجميل
ولا تصغر خدك للناس ولا تمشي في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير

 وفي الحديث 
الراحمون يرحمهم الله
 المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويد
ولا تباغضوا ولا تقاطعوا ولا تحاسدوا

عندنا شريعة ربانية مباركة لكن التطبيق ضعيف

 يقول عالم هندي :
( المرعى أخضر ولكن العنز مريضه)

يجب أن نرتقي بتعاملنا مع الناس
فنحن خير أمة أخرجت للناس

0 التعليقات:

إضغط هنا لإضافة تعليق

إرسال تعليق

Blogger Widgets

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More