الثلاثاء، 22 سبتمبر 2015

الخروف الورقي....كائن حي يعمل بالطاقة الشمسية


خروف لا يشبه أياً من الخرفان التي نراها على اليابسة فهو من الرخويات ويعيش في المحيطات ويبلغ طوله 3 ملم فقط !! اسمه العلمي هو Costasiella kuroshimae (أظن أن خروف أسهل!)، وهو أحد الحيوانات النادرة التي تملك القدرة على القيام بعملية التركيب الضوئي كالنباتات.


لكن كيف يستطيع هذا الكائن المدهش فعل ذلك؟

يتغذى الخروف الورقي على الطحالب البحرية تماماً كما يقوم الخروف الذي نعرفه بالتغذي على الأعشاب، وأثناء قيامه بذلك يقوم الخروف الورقي بامتصاص مادة البلاستيدات الخضراء من الطحالب وإبقائها سليمة في جسمه، مما يسمح له بالاستفادة منها لفترة وجيزة من أجل توليد الطاقة من خلال عملية التمثيل الضوئي، تماماً كالنباتات. تُسمى هذه العملية kleptoplasty وتعني “التعايش بالصانعات الخضراء”.

ينتشر هذا النوع المدهش من الحيوانات البحرية في البحار المالحة قرب اليابان وإندونيسيا والفليبين، ومن الجدير بالذكر أن الخروف الورقي ليس الحيوان الوحيد الذي يقوم بعملية التركيب الضوئي، فهناك عدة أنواع من الرخويات البحرية التي تمتلك هذه القدرة، فمثلاً هناك كائن رخوي بحري يعيش قبالة الساحل الشرقي لأمريكا الشمالية قادر على القيام بعملية التركيب الضوئي يدعى إليزيا، وهو أكبر قليلاً في الحجم من الخروف الورقي (يصل طوله إلى 30 ملم)، لكن الحجم ليس الناحية الوحيدة التي يتفوق فيها إليزيا على الخروف الورقي، ففي حين أن الأخير يستطيع القيام بعملية التركيب الضوئي لفترة وجيزة فقط، فإن إليزيا يمتلك ذات الجينات التي تمتلكها الطحالب ضمن حمضه النووي مما يسمح له بإجراء عملية التركيب الضوئي وقتما يشاء.

تقول العالمة سيدني بيرس المختصة بدراسة هذه الظاهرة أن إليزيا يستخدم فمه لامتصاص العناصر الغذائية من الطحالب، وبعد ذلك يتم ترميز جينات إصلاح هذه البلاستيدات الخضراء على جينوم إليزيا، وفي حين أنه سيكون على الجيل التالي أن يحصل على البلاستيدات الخضراء من جديد من الطحالب، إلّا أن جينات الحفاظ على البلاستيدات الخضراء تكون موجودة بالفعل على جينات تلك الحيوانات الرخوية.
وللحصول على أقصى قدر من أشعة الشمس عادة ما نجد هذه الحيوانات في المياه الضحلة من المستنقعات ومناطق المد والجزر، والبرك والجداول الضحلة.


إذن نخرج من هذا المقال بدرسين هامين:

أن التمثيل الضوئي لا يحدث في النباتات فقط، بل يحدث في الحيوانات أيضاً !
أن هذا الكوكب لن يكف عن إدهاشنا يوماً بعد يوم !

0 التعليقات:

إضغط هنا لإضافة تعليق

إرسال تعليق

Blogger Widgets

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More